الخوارزميات سجن تيك توك الكبير

 يعتبر تطبيق تيك توك حاليا من اشهر مواقع التواصل الاجتماعي، نتفق او نختلف على المميزات والعيوب ولكن الارقام والاحصاءات تذكر ان تيك توك يستقطب ملايين المستخدمين من جميع انحاء العالم بإختلاف اعمارهم. 

بعض الناس قد لا يحب التيك توك اعتقادا منه انه يضر اكثر مما ينفع، وانا كمستخدم لهذا التطبيق اتفق معهم تماما. ولكن ينبغي القول بأن تيك توك يعتبر كغيره مثل التلفزيون او الهاتف الذي تحمله الان، يعتبر آداه يمكنك استخدامها في الخير كما يمكنك استخدامها في اي شئ اخر، مثل السكين يمكنك استخدامها في تقطيع الطعام او استخدامها في ايذاء غيرك.

الخوارزميات سجن تيك توك الكبير

وفيما يلي سنتعرف معا على تيك توك كيف بدأ والى اين وصل.

بداية تيك توك

تيك توك هو البرنامج المعروف في الصين باسم دوين Douyin وهي كلمة صينية الاصل، هي خدمة شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو مملوكة لشركة بايت دانس الصينية. وتُستخدم منصة الوسائط الاجتماعية لإنشاء مجموعة متنوعة من المقاطع المرئية القصيرة، مثل الرقص والكوميديا والتعليم، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوان إلى مدة قد تصل الى عشر دقائق.

ويعتبر تيك توك نسخة دولية من دوين Douyin، بدايته في الأصل كانت في السوق الصينية في سبتمبر 2016، ثم أُطلق تيك توك في عام 2017 لنظامي آي أو إس وأندرويد في معظم الأسواق الصين، وبالتالي أصبح متاحًا في جميع أنحاء العالم فقط بعد اندماجه مع خدمة وسائط اجتماعية صينية أخرى مثل ميوزكلي، في 2 أغسطس 2018.

كلا من تطبيقي تيك توك ودوين لهم نفس واجهة المستخدم تقريبًا. المنتجان متشابهان، لكن الميزات غير متطابقة، ويتضمن دوين ميزة البحث في الفيديو التي يمكنها البحث حسب وجوه الأشخاص عن المزيد من مقاطع الفيديو الخاصة بهم وغيرها من الميزات مثل الشراء وحجز الفنادق وإجراء تقييمات ذات علامات جغرافية. 

منذ إطلاقها في عام 2016، اكتسبتا تيك توك ودوين شعبية كبيرة في شرق آسيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وتركيا وروسيا وأجزاء أخرى من العالم. اعتبارًا من أكتوبر 2020، تجاوز تيك توك أكثر من ملياري تنزيل للهاتف المحمول في جميع أنحاء العالم.


الشركة التي تمتلك تطبيق تيك توك

المالك الأكبر لـ تيك توك هو  شركة ByteDance، وهي شركة صينية. وفي أواخر عام 2020، وبعد ضغوط من إدارة ترامب في تلك الفترة وافقت ByteDance على إنشاء شركة جديدة تسمى TikTok Global، وبذلك اصبحت حصة شركة ByteDance هي 80% من TikTok Global، مع شركات اخرى مثل Oracle و Walmart باعتبارهما مالكي الأقلية وشركاء الولايات المتحدة في ذلك.


آلية عمل تيك توك

الخوارزميات هي السر في تطبيق تيك توك واعتقد ان الكثير من الناس قد سمع عن هذه الكلمة، وهي التي تحدد أي محتوى يتم منعه وأي محتوى يتم تمريره ونشره، ويصل إلى مستخدمين معينين بناء على تاريخ مشاهداتهم السابقة ونوعية الفيديوهات التي يفضلون مشاهدتها بشكل مستمر.

ويعرض التطبيق على المستخديمن شرائح مختلفة من الفيديوهات، منها مثلا شريجة متعلقة بمقاطع فيديو تابعه للأصدقاء، ومتابعوهم، والشخصيات التي اختاروا متابعتها، وحزمة اخرى من المقاطع التي تسمى "لأجلك" وتشمل مقاطع يختارها التطبيق بناء على تاريخ مشاهداتك السابقة للفيديوهات.

ومع الوقت تحولت هذه الشريحة إلى الهدف الرئيسي لغالبية المستخدمين، الساعين إلى مشاهدة محتوى جديد، وهو ما سمح لأصحاب المحتوى بالحصول على ملايين المشاهدات. وبالتالي الانتشارع بشكل اسرع على التطبيق.


كيف انتشر هذا التطبيق بين الناس؟

بدأ ذلك عند انتقال تطبيق تيك توك من شركة "ميوزيكال إل واي" إلى "بايت دانس"، وبالتالي حدث انتشار كبير وغير مسبوق للتطبيق. كما نلاحظ يعتبر تيك توك من اشهر مواقع التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي، لذلك سنتعرف معا فيما يلي عن اسباب هذا الانتشار الواسع والسريع. 

كما ذكرنا سابقا فقد استحوذت بايت دانس على تيك توك كان لها نظرة مستقبلية عما ستقوم به لنشر هذا التطبيق على مدى واسع، وكانت الطريقة الافضل لحدوث ذلك من وجهة نظر بايت دانس هي إدخال الشخصيات المشهورة في الصفقة من خلال اشتراكات أو نِسب ارباح.

وبالتالي قامت الشركة بدفع اموال طائلة للعديد من المشاهير حول العالم ليظهروا في فيديوهات قصيرة على هذا التطبيق، وطلبت منهم تشجيع الناس او المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي الاخرى للاشتراك في  التطبيق الجديد، وقاموا بعمل فيديوهات التحديات لكي يجذبوا الجمهور ويشجعوهم على تنزيل التطبيق و الاشتراك فيه وحتى الان مازالت فيديوهات التحديات منتشرة على تطبيق تيك توك بكثرة.

قامت ادارة التطبيق بدفع اموال طائلة لاشهر الشخصيات حول العالم لتشجيع الناس على تنزيل التطبيق واستخدامه ومن ابرز هذه الشخصيات الممثل الإنجليزي الكوميدي "جيمي فالون". فمن خلال استغلال جائحة كوفيد 19 وفترة الحجر المنزلي قام جيمي فالون بإنشاء برنامج تلفزيوني في عام 2020 باسم "ذا تونايت شو"، وكان البرنامج يُبث من منزله ويستضيف فيه الشخصيات المشهورة ويعرض عليهم بعض التحديات للقيام بها وقد ساعد هذا في انتشار التطبيق بشكل واسع وسريع.

وبعد ذلك وأثناء توسع التطبيق شارك الكثير من المشاهير الآخرين في نشر التطبيق، منهم المغني "جيسون ديرولو" والممثل والمنتج "ويل سميث"  وغيرهم من الشخصيات الشهيرة حول العالم.


الربح من تيك توك

موضوع الربح من تيك توك اصبح يشغل الكثير من الناس خصوصا في وقتنا الحالي لاننا نشاهد اعداد كبيرة من مشاهير التيك توك وقد تغيرت احوالهم المادية الى الافضل من خلال استخدام التطبيق. وقد قمنا في مقال سابق هنا على الموقع بشرح مفصل لكيفية الربح من تيك توك.

رابط مقال الربح من تيك توك


لماذا يستخدم الناس تيك توك؟

يصر الكثير من الناس على استخدام تيك توك بالرغم مما انتشر عنه من انتهاكات لخصوصية المستخدمين وسنتعرف معا فيما يلي على اسباب ذلك:

 ذكر احد المتخصصين في مجال السوشيال مديا بأن أغلبية مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي لا يفهمون الخلفية التي تحرك العالم السيبراني بصفة عامة، ويعتقدون أنهم هم من يستعملون هذه الوسائط، لكن العكس هو الصحيح. فهناك من يتحكم في كل الوسائط الرقمية وفي الفضاء السيبراني وهو ما يسمى بالتحكمية الخوارزمية في التطبيقات.

كما اضاف ايضا بأن البيانات الضخمة او ما يطلق عليه اسم الـBig Data،  تعرف ما سيغري ويجزب المستخدمين، وبالتالي فإن إعدادات المنصات التفاعلية الرقمية توهمك بأنك فرد كامل الحرية، وتوهمك بالفردانية وبالتخلص من مراقبة المجتمع، ولكن ما إن تبدأ في استخدام التطبيق هذه حتى تصبح متشابها مع اي مستخدم اخر للتطبيق.

التحكمية  الخوارزمية هذه  تساهم في الانتشار الواسع لاي شئ كان سواء كان نافع او ضار فهذا لا يهم لأن ما يهمها هو الحشود والجماهير الغفيرة، وكلما اجتمعت الحشود، كان الوضع أنسب للترويج لاستهلاك معين؛ حتى وإن كان المحتوى تافه ولا يقدم شئ ينفع المجتمعات، فالمهم هو عدد المشاهدات وعدد المتابعين، لأن المسألة فيها تحفيز مادي كبير جدا يغري الكثير من الناس للاسف الشديد.

ويرتبط مفهوم القيمة في المجتمع بما يتوافق مع العادات والتقاليد والدين، لكن برمجيا هناك قيمة معاكسة، مرتبطة بالمحتوى عالي القيمة إلكترونيا، ولو كان تافهاً. وقال: "المشاهدات المرتفعة على تيك توك سببت ضجة، لكن ليست كلها حقيقية، فحتى البث المباشر لا يكون كل الموجودين به حقيقيين، بل هناك برامج معينة تستخدم من خلالها الحسابات الوهمية لرفع نسب المشاهدة، ويقوم بهذه الأعمال مبرمجين في الغالب ليسوا من اصول عربية.

وليست كل الأرباح من نصيب صاحب الحساب المشهور، بل إن 70 بالمئة يتسلمها التطبيق و30 بالمئة لصانع المحتوى، وهذا سبب نمو التطبيق بشكل ضخم جدا.


هل انت حر في تيك توك؟

تقوم التطبيقات الشهيرة بالتلاعب بالمستخدمين ولا تقدم لهم الحرية كما يظنون، فالحرية بالنسبة له شيء آخر، كما ان الناس تبحث عن الشهرة  ويسقطون في التشهير بأنفسهم، ولا توجد حرية مطلقة على الانترنت، فالحرية على الانترنت تعتبر وهم كبير بينما يتم التحكم فيك، تمشي في الاتجاه الذي تريده الخوارزميات، التي توهم المستخدم بأنه سيخرج من سلطة المجتمع والمراقبة الاجتماعية.

فهناك طيف واسع من الجماهير وأطياف وأنماط من الاستخدام. وفي عصر فضاءات الإنترنت المفتوحة، لا توجد إمكانية لرسم حدود يلتزم بها للجميع. وقد وسّع تيك توك من مساحات المشاركة كما لم يفعل تطبيق آخر، وضمن لفئات عمرية شابة ولطبقات أكثر شعبية بمراحل، الاستمتاع بمنصة عالمية.


هل تستخدم تيك توك او لا؟

يعتبر تيك توك تطبيق ككل التطبيقات له ما له وعليه ما عليه، وكما ذكرنا في الاعلى فهو سلاح ذو حدين يمكن استخدامه في الخير والنفع لك ولوطنك كما يمكن استخدامه في عكس ذلك تماما. ولكني انصحك كمستخدم منذا فترة طويلة الا تستخدم التطبيق لانه يضر اكثر مما ينفع.

وفي الختام اذا وجدت ذلك مفيدا، قم بمشاركته لتعم الفائدة..

واترك لنا تعليقك للمناقشة..


تعليقات